الجمعة، 10 نوفمبر 2017

ذالك الوقت

ذالك الوقت
في ذات الوقت الذي كنت أبحث فيه عن استقرار الحياة , وأسير بين الأيام باحثاً عن الحب, حتى أجهدتني الأيام وأحسست بتوقف الثواني عن المسير, حتى أمسيت أشعر بوحدتي وغربتي, ليست غربة اجتماعية ولكنها غربة داخلية, فالجميع من حولي ولكنني كنت أجلس بينهم وحيداً, ليس وحيداً دون أن أبادلهم الحديث والضحكات ولكن وحيداً بمشاعري التي أحتفظ بها في داخلي.
لم أجد الشخص الذي يبادلني وداً ومحبةً وصدقاً, ولكنني وجدت نفسي في تيه أكبر مما مضى في غربتي التي تسير يوماً بعد يوم ماضية نحو السراب.
حتى جاء ذالك الوقت الذي توقفت فيه عن البحث عن الحياة لأنني قد وجدتها, تلك الحياة التي وجدتها لم تكن ليوم أو لأسابيع, بل هي الحياة الحقيقية التي تتزين بالحب من جميع جوانبها, تلك الحياة التي تمضي بنا نحو تحقيق أحلام وبناء ما تم من آمال.
ذالك الوقت الذي وجدت فيه الحب, لكنني لم أجد ما كنت أوده من الود, لكنني وجدت روحاً فيها الحب الطاهر الصادق, وجدت حياة تكتمل بها حياتي, إلا انها لم تصل نضوج الود, كالزهرة تماماً, لا ترى جمال مظهرها ولا طيب عطرها حتى تكتمل, وهذا الحب الذي وجدته هو كمثل تلك الزهرة تماماً.
كانوا يقولون أن الحب ليس فيه كرامة, فلقد صدقت تلك العبارة ووضعت كل ما أمتلك من عنفوان شخصيتي جانباً حتى أستطيع بناء جسر الود والمحبة, إلا أنه لم يكتمل, لا لعدم توافر التواصل, بل لمنع القلوب عن التحليق عالياً.
الزهرة التي لا ترى نور الشمس التي يكتمل نموها تحت دفئها لن تتفتح, وكذلك القلب الذي لا يخرج مكنوناته من الحب لن يزدهر الحب.
ذالك الوقت وهذا الوقت الذي مضي ويمضي إنما هو من أيام حياتنا, فهل نملؤه بالفرح والحب والمودة والوصال؟ أم نترك الأيام تملؤه بالبعد الذي يزيد جفوة بعد جفوة حتى يجف نبع الحب من القلوب؟ أم يا ترى نترك قلوبنا تطير بنا عاليا تحلق في فضاء الحب لتبني حياة للحياة؟
كل وقت ندركه, كل كلمة نعيشها, وكل لحظة تمر علينا, يجب أن نملؤها بالسعادة التي يتربع فيها الهوى وداً, والحب وصلاً, والصبابة شوقاً, وغرامنا يدوم.
حتى ذالك الوقت سأبقى أنتظر حبيباً يعيش لي ومعي وبي, اكون في كل تفاصيل حياته لا يختفي عني منها شيء
حتى ذالك الوقت سأنتظره .....

الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017

على شاطئ البحر

على شاطئ البحر كانت أول أمسية بعد بعد دام أيام
تلك الأيام كانت أطول عمراً من العمر
تلك الأيام كانت الأفكار فيها أشد من الألم ألماً
زادت فيها لحظات الوعي والإدراك للحزن
فما كنت أعرف أن للبعد مرارة وللشوق حرارة
تلك الحرارة التي تذيب الجليد وتجعل القلب مشتعلاً
فلما ذاب الجليد عاد الوصل بعد البعد وقد كان أمنية
لم تكن تلك الأمنية بعيدة التحقيق ولا صعبة المنال
لم يكن الأمر بحاجة سوى إلى إتصال واحد فقط
فما كان الجفاء قطعاً قد وصل قلوب المحبيَن

وكانت تلك الأمسية التي زادت فيها أمنيات الوصال
على شاطئ البحر مع الأمواج المتلاطمة تعالت الضحكات
وارتسمت ابتسامة على شفتي الحبيبة أسرت القلب
فعدت منها أرتشف الامل للغد للحياة
عادت للجسد رعشة كأنما ميت وعادت له الروح
مع تلك النسمة وتلاطف الرياح لكلينا
كان الحب يطير عالياً ويبتسم للقلوب المرحة

على شاطئ البحر في تلك الأمسية
لم يكن فيها العتاب 
ولم يكن فيها لوم
ولا يتحمل أحدهما مسئولية موقف عابر
فهكذا قالوا : أن القلوب المتقاربة تزداد قرباً مع عنفوانها للحياة
زادت تلك الأمسية جمالاً حينما تشابكت الأيدي وقد تشابكت القلوب من قبل الأيدي
لم يكن ما في الأيدي من خاتم ذهباً أو فضة رابطاً
بل كان القلب فيها مكان
كانت كل روح مرتبطة وكأنها روحاً في جسدين
لم يكن في تلك اللحظات أشد بهجة من الوجهين تبسماً وسعادة

تلك الأمسية
على شاطئ البحر لم يكن قمراً ولا شمساً
بل كان هو القمر وكانت هي الشمس
وينتظران يوماً موعوداً بإذن الله لفارس يملاً لهما الحياة بهجة
كان المدينة صاخبة والناس بين النوم والسهر
وكان هو برفقتها يعيشان حياة الحب والهدوء والهناء
كأنهما التقيا منذ فراق سنوات

هكذا الحب يرسم بين قلبين شوقاً لا ينتهي
وهكذا الود والوئام بحسنهم لا ينقضي


الخميس، 21 سبتمبر 2017

هنا البداية

هنا كانت البداية في هذه الرحلة والتي بدأت فيها أكتب
هنا ستكون رحلتي وعلى قارب الحب
هنا سأضع جولات لما في خاطري فلعلها تجد من يقرأها بقلبه فيشعر أنها تمثل شيئاً من مشاعره أو تعبر عن بعضٍ منها
وهنا الإنطلاقة التي قد تتوقف لعثرة في الطريق وقد تسير في موج عال تتكسر فيها وتغرق
وقد تسير في بحر الهدوء مع الحب تبقى مسيرتها لتصل شاطئ الاستقرار والمودة
هنا أكتب
وهنا بداية الهجرة التي انطلقت منذ 1439 عام لتسجل في التاريخ وتسجل بداية تاريخ
فأسجل تاريخ رحلتي مع هذه البداية ....


عام مضى وعام بدأ

وهكذا تمر الأيام وتمضي السنوات
وبنفس مرور الأيام تمر السعادة والأحزان
لكن يبقى في ذاكرتنا مواقف أسعدنا بها أشخاص فندعو لهم
وأشخاص تسببوا لنا بالأحزان فنشكر الله أننا ابتعدنا عنهم
لكن الشيء الوحيد الذي يبقى هو أعمالنا الصالحة التي تبقى معنا للآخرة

فأسأل الله لي ولكم عام ملئ بالطاعات والخير