ذالك الوقت
في ذات الوقت الذي كنت أبحث فيه عن استقرار الحياة , وأسير بين الأيام باحثاً عن الحب, حتى أجهدتني الأيام وأحسست بتوقف الثواني عن المسير, حتى أمسيت أشعر بوحدتي وغربتي, ليست غربة اجتماعية ولكنها غربة داخلية, فالجميع من حولي ولكنني كنت أجلس بينهم وحيداً, ليس وحيداً دون أن أبادلهم الحديث والضحكات ولكن وحيداً بمشاعري التي أحتفظ بها في داخلي.
لم أجد الشخص الذي يبادلني وداً ومحبةً وصدقاً, ولكنني وجدت نفسي في تيه أكبر مما مضى في غربتي التي تسير يوماً بعد يوم ماضية نحو السراب.
حتى جاء ذالك الوقت الذي توقفت فيه عن البحث عن الحياة لأنني قد وجدتها, تلك الحياة التي وجدتها لم تكن ليوم أو لأسابيع, بل هي الحياة الحقيقية التي تتزين بالحب من جميع جوانبها, تلك الحياة التي تمضي بنا نحو تحقيق أحلام وبناء ما تم من آمال.
ذالك الوقت الذي وجدت فيه الحب, لكنني لم أجد ما كنت أوده من الود, لكنني وجدت روحاً فيها الحب الطاهر الصادق, وجدت حياة تكتمل بها حياتي, إلا انها لم تصل نضوج الود, كالزهرة تماماً, لا ترى جمال مظهرها ولا طيب عطرها حتى تكتمل, وهذا الحب الذي وجدته هو كمثل تلك الزهرة تماماً.
كانوا يقولون أن الحب ليس فيه كرامة, فلقد صدقت تلك العبارة ووضعت كل ما أمتلك من عنفوان شخصيتي جانباً حتى أستطيع بناء جسر الود والمحبة, إلا أنه لم يكتمل, لا لعدم توافر التواصل, بل لمنع القلوب عن التحليق عالياً.
الزهرة التي لا ترى نور الشمس التي يكتمل نموها تحت دفئها لن تتفتح, وكذلك القلب الذي لا يخرج مكنوناته من الحب لن يزدهر الحب.
ذالك الوقت وهذا الوقت الذي مضي ويمضي إنما هو من أيام حياتنا, فهل نملؤه بالفرح والحب والمودة والوصال؟ أم نترك الأيام تملؤه بالبعد الذي يزيد جفوة بعد جفوة حتى يجف نبع الحب من القلوب؟ أم يا ترى نترك قلوبنا تطير بنا عاليا تحلق في فضاء الحب لتبني حياة للحياة؟
كل وقت ندركه, كل كلمة نعيشها, وكل لحظة تمر علينا, يجب أن نملؤها بالسعادة التي يتربع فيها الهوى وداً, والحب وصلاً, والصبابة شوقاً, وغرامنا يدوم.
حتى ذالك الوقت سأبقى أنتظر حبيباً يعيش لي ومعي وبي, اكون في كل تفاصيل حياته لا يختفي عني منها شيء
حتى ذالك الوقت سأنتظره .....